الجمعة، 21 أكتوبر 2022



شعر شمشون


 الشعر موضع النرجسية والصورة العامة التي ليست سوى مرآة لصورة الذات. نرجسية أم حب صورته الذاتية! هل هذا أمر عديم الشأن؟ لم تعد النرجسية تعتبر تضخيم للأنا في مجتمع مرصود للصورة البصرية ولدكتاتورية الطلة. على المرء أن يتصف بصورة جمالية رائعة لكي يقع من نفوس الآخرين موقع الإعجاب، وينتمي الشعر إلى هذه الصورة. وإذا انتفى الشعر البراق فالرأس العاري المحلوق حلاقة جيدة وحزمة من الشعر تحت الشفة السفلي مشذبة جيداً هما ما يوحي بذلك تمام الإيحاء.


 أريد أن أصدق أن قصة شمشون المؤسفة التي وردت في التوراة فيها شيء من الحقيقة. لقد فقد قوته لأن عشيقته دليلة قصت له خصلات شعره في أثناء نومه. إن هذه القصة التوراتية رمزية جداً, فالقوة والسلطة قد خرجتـا مـن قالب واحد. تشير الرسالة إلى أن مـن يفـقـد شـعـره يفقد سلطته على قدره، ومن حسن الحظ أن العلم يقدم لنا اليـوم إمكانيات متعددة لاستعادة شعر حقيقي عن طريق عملية زرع الشعر الميكروية. باختصار، لم يعد الصلع حكماً بالموت على سلطة الغواية عند الذكر، فأمثال شمشون يستطيعون اليوم استعادة قوة شعرهم من جديد (ومعها السلطة) بخضوعهم لعملية جراحية.


 من الممكن أن يعاقب الشخص الذي يخـون نفسه بتساقط شعره، وخيانة الشخص لنفسه هـي قبـولـه بلعب دور ليس دوره لأسباب مالية، وليس لأسباب تتعلق بالبقاء على قيـد الحياة، يود معظم الموظفين الذكور أن يعيشوا حياة غير تلك التي يعيشونها. وقد أثبتت الإحصائيات أن عدداً قليلاً منهم يحتفظون بشعرهم الكثيف حتى سن التقاعد، فلعل الغذاء الحقيقي لجلدة الرأس هو التوافق بين ما نفعل وبين ما نكون، وليست هذه حال غالبية الناس. بيد أن هناك استثناء فقد لاحظت أن الغالبية العظمي من المتشردين في الشوارع يحتفظون ...... - التى وخطها الشيب أحياناً على الرغم من أن ظروف حياتهم يرثى لها ، وقد حيرني ٢١٥ / ٢٩٥ ، بتحليل سلوكهم على أرض الواقع فأدركت أن معظمهم ليسوا تعساء بالدرجة التي تتصورها، لقد اختاروا أن ينبذوا أنفسهم من المجتمع لكي يحرروا رقابهم من التبعات، فلا يعود هناك أوقات دوام أو ضغوط، ولا يعود هناك بريد أو عنوان، ولا يعود هناك هـمـوم أو مشكلات تحتاج إلى حلول، لا يتأمل المتشرد في مصيره، ولا يفكر في غده، بل يعيش كفاف يومه، فلم يتساقط شعره؟ إن الصلع المبكر أو غير المبكر هو اضطراب الرجل الذي يفكر وليس اضطراب الرجل الذي يفعل,


 أدعك بإزاء هذه الفرضية الأساسية التي لم أجد لها حلاً حتى الآن، ولكن يجب أن أقرأن


 جل الملاحظات تقود إلى هذا التساؤل الوجودي: فيلسوف برأس أصلع أم رب عمل برأس مشعر؟                                                                                                                                                                                                                        

دمتم طيبين والسلام. 

0 التعليقات:

إرسال تعليق