السبت، 15 أكتوبر 2022


 "اما ان تصطدم سيارتك بسيارته ، او تنحرف و تترك له الطريق؟ "


لعبة حقيرة يمارسها بعض السائقين  يراهن فيها على خوف الاخر على سيارته.


في أمريكا يلعبون لعبة مماثلة يسمونها " مبارة الفراخ" - و الفراخ في لغتهم العامية تعني " جبان" - حيث يقود شابان سيارتهما وجها لوجه بسرعة كبيرة فاذا افسح احدهما للاخر خشية التصادم أطلقوا عليه لفظوفرخة او جبان . و يمكن للطرفين ان يقررا الانحراف معا تجنبا للصدام ، او يقررا البقاء على نفس الطريق حتى يصطدمان و قد يخسران حياتهما في سبيل وصفهما بالشجاعة و الرجولة ..


الخسارة. في هذه اللعبة تعني انك " فرخة" و فوزك قد يفضي الى موتك ..


و يسمى علماء " نظرية الألعاب " مثل هذه المواقف بمعضلة الفراخ .. Game of chicken ، شيء مشابه مع قدر من الاختلاف مع معضلة السجين الشهيرة .و


وعمليا ، في مجال المحاماة والشكاوى ضد الشركات الكبرى ، يستفيد مِن حكاية خوف او جبن الطرف الاخر مجموعة من الأشخاص او المحامين محترفو قضايا التعويضات او القضايا التافهة .


و تبدأ القصة برفع احد المحامين لقضية تافهة على احد الشركات او البنوك الكبرى و عادة ما تكون ضد رئيس الشركة .. و تدخل القضية في مراحل التقاضي و الاستدعاءات و الاستجوابات و المراسلات .


و على الرغم من ان الشركة تكون في اغلب الأحوال على يقين من ان احتمال فوزها بهذه القضية كبير جدا لكنها تقرر الانسحاب و تسوية الموضوع خارج نطاق المحاكمة ..


و ترى الشركة انه حتى لو ربحت القضية فقد لحقها ضرر كبير اعلاميا و ضاع وقت مسؤوليها ، و تحملت نفقات ضخمة . و لهذا ترى الشركة " ان راحة دماغها اهم حاجة" و تقوم بتسوية الموضوع مع هذا المحامي مقابل مبلغ من المال.


و في المقابل يرى المحامي حتى انه لو خسر القضية فسوف يتحمل تكلفتها ولكنه سيكسب شهرة تعود عليه بمكاسب كبيرة فيما بعد .. و على اي حال و هذا هو الأهم يراهن على تراجع الشركة.


هذه معضلة فعلا و حلها الوحيد هو استمرار الشركة في القضية فحتى و لو لحقت بها خسائر ، فان هذا سيخفض في المستقبل عدد القضايا التي سيرفعها هؤلاء المحامين الأفاقين ..


دمتم طيبين والسلام.

0 التعليقات:

إرسال تعليق