الأربعاء، 19 أكتوبر 2022


 كيف تتجنب الهجوم أو الإساءة؟


معظم فصيلة الرئيسات ينحون بصرهم جانباً للدلالة على الخضوع. فإذا أراد أحد القردة أن يظهر العداء، أو كان من الممكن أن يهاجم، فسيثبت عينيه على الضحية. ولكي تتجنب الضحية الهجوم عليها، ستنظر بعيداً وتحاول أن تجعل نفسها تبدو أصغر. وتثبت الأدلة العلمية أن السلوك الخاضع يبدو وكأنه مطبوع فصيلة الرئيسات لأغراض تتعلق بالبقاء. فعندما نتعرض للهجوم، نجعل أنفسنا نبدو أصغر بحني الأكتاف، وجذب الذراعين بالقرب من الجسم، وضم الركبتين معاً، وإخفاء الكاحلين تحت المقعد، وإسقاط الذقن على الصدر لحماية الرقبة، وتحويل النظر بعيداً. وهذه الإيماءات تقوم بما يشبه "فصل الكهرباء" في مخ المعتدي، ويمكن أن تمنع الهجوم.


عندما تجعل نفسك تبدو أصغر، فإن ذلك يفصل مفتاح

 الاعتداء في مخ المعتدي.


 وهذا الوضع مثالي لتتخذه إذا كنت تتلقى تأنيباً من شخص يرأسك وكنت تستحق التأنيب فعلاً، ولكنه قد يكون ضاراً عند مواجهة هجوم في الشارع. فلو اتخذ الشخص الذي يمر بجانب من يحتمل أن يهاجموه في الشارع هذا الوضع ، فإنه سيدل على خوفه، وهذا يمكن أن يسهم في التشجيع على الهجوم. أما إذا سرت مستقيما بخطوات أوسع، وذراعاك وساقاك تتحركان بحرية، فستعطي انطباعاً أن بإمكانك الدفاع عن نفسك عند الضرورة، وبذلك تقل فرص تعرضك للهجوم.


 النظرة الجانبية


 تستخدم النظرة الجانبية لإبداء الاهتمام أو عدم التأكد أو العداء. وعندما تجتمع مع رفع الحواجب بخفة أو الابتسامة ، فإنها تدل على الاهتمام، وتستخدم كثيراً كإشارة مغازلة وتودد، وفي معظم الأحيان تستخدمها المرأة. أما إذا اجتمعت مع حواجب منحنية لأسفل وجبين به تجاعيد أو أركان الفم منحنية لأسفل، فإنها تدل على موقف دال على الشك أو موقف عدائي أو ناقد.


 اختلاج العين الزائد


 معدل اختلاج العين العادي المسترخي هو 6-8 مرات في الدقيقة، وتغلق العين لحوالي عشر الثانية فقط. الأشخاص تحت الضغط، مثلا عندما يكذبون، يرجح أن يزيد معدل اختلاج عيونهم بشكل كبير. إن الاختلاج الزائد عبارة عن محاولة بلا وعي يقوم بها من الشخص ليحجب عنه رؤية من أمامه لأنه أصبح يشعر تجاهه بالملل أو عدم الاهتمام أو أنه أعلى مكانة منه. كأن المخ لا يستطيع التسامح في التعامل مع ذلك الشخص، ولذلك تغلق العين لمدة ثانيتين أو ثلاث أو حتى أطول من ذلك ليمحوه من البصر، وتظل مغلقة حيث يمحي الشخص للحظة من العقل.

يجعل حائلا بينه وبين الآخر


 والشخصيات الأعلى منزلة قد يميلون برأسهم للخلف ليعطوك نظرة طويلة ، ويفعل ذلك أيضاً الشخص الذي يشعر أن أهميته غير ملحوظة، وهذه أساساً إيماءة ترتبط بالثقافة الغربية وخاصة بالشعب الإنجليزي الذين يشعرون أنهم الطبقة العليا. إذا رأيت هذا يحدث أثناء محادثة، فهذا إشارة لأنك لا تسير على ما يرام، وأنك بحاجة لأن تسلك مسلكاً آخر. وإذا كنت تعتقد أن ذلك الشخص متكبر، فحاول أن تفعل هذا : عندما يغلق عينيه للمرة الثالثة أو الرابعة، اخط بسرعة خطوة لليسار أو اليمين. وعندما يفتح جفنه مرة أخرى، فسيتوهم أنك اختفيت وانتقلت إلى مكان آخر، وهذا يمكن أن يضايقه فعلاً. وإذا بدأ صوت النخير يصدر من الشخص، يمكن أن تفترض بأمان أن تواصلك معه قد باء بالفشل.


 النظرات السريعة


 عندما تنظر العين بسرعة من جانب لآخر، يبدو الأمر وكأن الشخص يتفحص ما يجري في الغرفة، ولكن الواقع هو أن العقل يبحث عن طرق للهروب (كما يحدث عند القردة)، وهذا يظهر عدم ارتياح الشخص لما يحدث. عندما تكون مع شخص ممل جداً، تكون الحاجة الطبيعية أن تنظر بعيداً بحثاً عن طرق للهروب. ولكن لأن معظمنا يدرك أن النظر بعيداً يظهر عدم الاهتمام بالشخص الآخر ويشير لرغبتنا في الهرب، فإننا ننظر أكثر نحو الشخص الممل ونستخدم ابتسامة الشفاه المطبقة لندعي الاهتمام. وهذا السلوك يوازي ما يفعله الكاذبون عندما يزيدون اتصال العين ليبدو أنهم مقنعون.

أصغر تسمى مدنا وبلدات، وداخلها توجد ضواح، تتضمن العديد من الشوارع


 التي تمثل في حد ذاتها مناطق نفوذ مغلقة على هؤلاء الذين يعيشون فيها. وفي


 السينما منطقة النفوذ هي يد المقعد، حيث نخوض معركة صامتة مع الغرباء الذين


 يحاولون الاستئثار بها. وسكان كل منطقة نفوذ يجمعهم ولاء غير ملموس لها، والمعروف أنهم على استعداد للقتل والتصرف بوحشية من أجل حمايتها. ومنطقة النفوذ في أيضاً المساحة أو الحيز المحيط بالشخص والذي يزعم أنه يخصه، وكأنه امتداد لجسده. ولكل شخص منطقة نفوذه الشخصية الخاصة به، والتي تشمل المنطقة التي تحيط بممتلكاته ، مثل منزله الذي يحيطه بأسوار، أو داخل سيارته، أو غرفة نومه، أو مقعده الخاص. وكما وجد دكتور هول، المساحة أو الحيز المحدد حول جسده. وسنتناول  دلالات هذا الحيز أو المساحة الشخصية، وردود أفعال في مقال لاحق.

 الناس عند غزو هذه المساحة، وأهمية الإبقاء أحياناً على علاقتك مع شخص ما

 "عن بعد".                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   دمتم طيبين والسلام.

0 التعليقات:

إرسال تعليق