المساحة الشخصية

لمعظم الحيوانات مجال أو مساحة معينة حول أجسامها يزعمون أنها مساحتهم الشخصية. ومدى امتداد هذه المساحة يعتمد أساساً على مدى ازدحام البيئة التي ينشأ فيها الحيوان، و"الكثافة السكانية" بها إن جاز التعبير. لذلك يمكن أن تتسع منطقة النفوذ الخاصة بالحيوان أو تتقلص على حسب الظروف "المحلية". فالأسد الذي نشأ في المناطق النائية بأفريقيا قد يكون لديه منطقة نفوذ يصل نصف قطرها لثلاثين ميلاً (50 كيلومتراً) أو أكثر. على حسب كثافة عدد الأسود في تلك البيئة، ويحدد أرضه بالتبول أو التبرز حول الحدود. ومن ناحية أخرى، الأسد الذي نشأ أسيراً في قفص مع أسود أخرى قد تكون مساحته الشخصية بضعة أمتار فقط، وهذه هي النتيجة المباشرة للبيئة المزدحمة .

ومثل معظم الحيوانات. لكل إنسان "فقاعة هواء" شخصية خاصة، يحملها معه في كل مكان، وحجمها يعتمد على كثافة السكان في المكان الذي نشأ فيه. ولذلك فإن المساحة الشخصية تحدد ثقافياً. وبينما توجد بعض الثقافات.

مثل اليابان معتادة على الازدحام، تفضل ثقافات أخرى "المساحات المفتوحة الواسعة"، وتحب أن يلتزم كل فرد بمساحته الشخصية.

 المساحة الشخصية ؛ الفقاعة التي تحملها جميعاً معنا

 وقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص في السجون يحتاجون لمساحة شخصية أكبر من معظم أفراد المجتمع ، وهذا يجعل المساجين يصبحون عدوانيين دائماً عندما يقترب منهم الآخرون. ولذلك يكون للحبس الانفرادي تأثير مهدئ، حيث لا يكون هناك آخرون في مساحة السجين. وقد زاد العنف من ركاب الطائرات أثناء التسعينيات من القرن الماضي، وذلك عندما بدأت شركات الطيران في تكديس الأشخاص قريبين من بعضهم في المقاعد، لتعويض قلة العائد نتيجة خصومات أسعار التذاكر.

 أبعاد المساحة الشخصية

 سنتناول الآن نصف قطر "فقاعة الهواء" المحيطة بالأشخاص من الطبقة المتوسطة الذين يسكنون الضواحي في أماكن مثل أستراليا، نيوزيلندا، بريطانيا، أمريكا الشمالية، شمال أوروبا، اسكندينافيا, كندا، أو أي مكان آخر تكون فيه الثقافة "غربية" مثل سنغافورة وأيسلندا. والدولة التي تعيش فيها أنت شخصياً قد تكون مناطق النفوذ فيها أكبر أو أصغر من التي سنناقشها هنا، ولكنها ستكون متناسبة مع ما نورده هنا. ويتعلم الأطفال طبيعة المساحة الشخصية هذه في عمر الثانية عشرة، ويمكن تقسيمها إلى أربعة أبعاد مميزة:

1. المنطقة الحميمة بين 6 و 18 بوصة (15-40 سنتيمتراً). ومن بين كل المناطق تعتبر هذه المنطقة الأكثر أهمية، لأنها هي المنطقة التي يحميها الشخص وكأنها ملكيته الخاصة. ولا يسمح سوى للمقربين عاطفياً لنا فقط بالدخول لهذه المنطقة. وهؤلاء هم الأحبة والوالدان والزوج والزوجة والأطفال والأصدقاء المقربون والأقارب والحيوانات الأليفة. وهناك منطقة فرعية تمتد لما يصل إلى 6 بوصات (15 سنتيمتراً) من الجسم، وهي المنطقة التي يمكن أن تدخل فقط خلال الاتصال البدني الحميم. وهذه هي المنطقة الحميمة المقربة. ٢. المنطقة الشخصية بين 18 و 48 بوصة (46 سنتيمترا-۱٫۲۲ متر). وهذه هي المسافة التي نجعلها بيننا وبين الآخرين في الحفلات والمناسبات الاجتماعية والتجمعات الودية وحفلات العمل. 3. المنطقة الاجتماعية بين 4 و ١٢ قدماً (۱٫۲۲-3.6 أمتار). نقف على هذا البعد من الغرباء، السباك أو النجار عند القيام بإصلاحات في منزلنا، ورجل البريد، والبائع في المتجر المجاور، والموظف الجديد في العمل، والأشخاص الذين

 لا نعرفهم جيداً. 4. المنطقة العامة وهي أكثر من ١٢ قدماً (3.6 أمتار). عندما نخاطب مجموعة كبيرة من الأشخاص، فهذه هي المسافة المريحة التي نختار أن تكون بيننا

 وبينهم.

 مع ملاحظة أن جميع هذه الأبعاد تقل في المعتاد بين المرأتين، وتزيد بين

 الرجلين.                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                دمتم طيبين والسلام.