الأحد، 16 أكتوبر 2022


 كلنا نعرف هذه الحالة عندما تقف الكلمة متجمدة على طرف لسانك وانت تكاد تنفجر غيظا و إحباط تقسم  انك تعرفها . و تصيبنا هذه الحالة ، و التي يطلق الباحثون عليها متلازمة " على طرف اللسان" tip of the tongue syndrome ، او lethologica ، بشكل متكرر يزداد مع كبر السن .


و تزداد سوءا اذا صاحبها " اخوات السوء" ، و هي نوعية من المعوقات التي تقف حجر عثرة امام استدعاء الكلمة الصحيحة ، فلا يقتصر الامر على عدم تذكر الكلمة ، و لكنها تستبدل بكلمة اخرى تتشابه او تتناغم معها. اتذكر يوما انني تعثرت في تذكر اسم فان جوخ ، و بدلا منه سيطر علي اسم فان ديزل ، ذلك الممثل السينمائي السمج.


يلجأ معظمنا في هذه الحالة الى جوجل او احد الاصدقاء ليخلصنا من حالة الضيق هذه. الغريب في الامر انه في يوم اخر يتكرر نفس الموقف و تنسى نفس الكلمة التي بحثت عنها عشرات المرات من قبل في مواقف بلهاء متماثلة .


تفسير الظاهرة


و لتفسير هذه الظاهرة طرح عالم النفس دونالد Donald Hebb نظرية تفسر كيف تتغير الخلايا العصبية (النيرونات) في المخ من خلال الخبرات لتكتسب معلومات جديدة ، و اشار الى انه كلما فكرنا في شيء ما، تنشط مجموعة cluster من الخلايا العصبية neurons ، اي تبدأ في أرسال إشارات كهربائية فيما بينها ، و بعد ذلك تمتد حالة النشاط هذه من " المجموعات العليا المعقدة " الى المجموعات الأدني الأبسط. و يمثل الطريق الذي اتخذته الإشارات من الاعلى الى الأدني الطريق السليم ، الذي ستتبعه النيرونات عند استدعاء هذه الكلمة او المعلومة فيما بعد. و لقد تم تصوير حالات النشاط هذه باجهزة رسم المخ FMRI


على سبيل المثال ، تذكر مثلا اسم سيف الامام على ابني طالب ، فنجد ان الفكرة و تصور الاسم نفسه اذا كنت تعرفه من قبل، ينشط مجموعة من الخلايا العصبية العليا cluster معنية بالمعنى semantics ثم ينتقل النشاط الى المجموعة الدنيا المعنية بصوت كل حرف من هذا الاسم " ذو الفقار


و تحدث حالة " على طرف لساني" عندما تنشط المجموعة الخاصة بالمعنى، و لا تنشط معها بشكل كامل المجموعة الدنيا الخاصة بالصوتيات، لان اشارات المخ تأخذ لسبب ما طريق بديل او أطول ( لفة) بدلا من اتباع الطريق المعروف و السليم السابق ، فلا تصل الا مقصدها بشكل كامل او تتوه عن غايتها كاملا . و تحدث غالبا في حالات الإرهاق او انشغال الذهن باشياء كثيرة او مع كبر السن .

                                                                                                                                                                    دمتم طيبين والسلام.                         

0 التعليقات:

إرسال تعليق