ما لذي يجمع بين هاري بوتر و كاتنيس افردين ( بطلة ألعاب الجوع) و فرودو ( بطل سيد الخواتم)، و الزير سالم و علاء الدين، و ابطال الأساطير القديمة؟ لا تستغربوا اذا أخبرتكم انهم جميعا تنويعات"لبطل واحد " !!

هذا ما طرحه جوزيف كامبل ( ١٩٠٤- ١٩٨٧)المفكر الامريكي و الباحث البارز في مجال الميثولوجيا و مقارنة الأديان ، في كتابه " Hero with thousand faces" او بطل بالف وجه ، و الذي احتل قائمة النيويورك تايمز لاعلى الكتب مبيعات في عام ١٩٨٨.

يحكي هذا الكتاب الاف الأساطير و يحللها الى مكوناتها الرئيسية ليوضح انهم جميعا يمثلون "أسطورة واحدة أساسية archetypal " أو " رحلة البطل". و يتضمن الكتاب ايضا جزاءا أساسيا حول علاقة علم النفس بالميثولوجيا ، و الذي يتضح فيه تاثر الكاتب الكبير بافكار كارل يونج عالم النفس الشهير .

ما هو البطل ؟ هو الشخصية الأكثر قوة والأكثر تصويرا في الأساطير البدائية / الاديان / و الاعمال الأدبية ، و الذي ينطلق في رحلة للكشف و الفتح ليحقق هدفه او المستهدف من هذه الرحلة ، ثم يعود الى وطنه ( اكثر استنارة روحية وحكمة ، او أقوى بدنيا). اما رحلة البطل فهي كالدائرة تبدأ من عالم الحياة اليومية المعتاد و تنتهي به، و تمر عبر عدة مراحل :

يبدأ البطل في (حياته المعتادة) ، فيقطعها (نداء) او دعوة او وحي يمثلون السبب في الدخول في المغامرة، يتملكه خوف شديد فيقابلها بال( رفض)، فيشجعه على الدخول لقاءه برجل او امرأة اكبر منه او ما يسمى ( المساعدة السماوية او اللقاء مع المعلم). يعبر البطل (العتبة الاولى) ليدخل الى عالم مغامرته الذي يفصله تماما عن عالمه المعتاد و يسمى ( بطن الحوت)، فيسير في طريق الاختبارات (اختبارات و أصدقاء و أعداء)، فيقابله اعظم تجربة (حب بشري او الهي ). يتعرض البطل (لإغراء) يبعده عن و يصل الى أشد ( الأماكن اظلاما) و قسوة، و يعاني ( اكبر عذاب) يكاد ان يلقى حتفه و ينجو او يبعث من جديد، ينتصر البطل و يحصل على( سيف البطولة) مكافئته ليعود الى ارض حياته العادية ليعطي الى أهل موطنه و يوزع عليهم نعمة ما حصل عليه.

الان فكر في اي قصة مفضلة لك او فيلم أعجبت ببطله، هل يسير بطلها على نفس النظام او في نفس هذه الرحلة؟حللها وفقا لعناصر رحلة البطل و لسوف تندهش من حجم التشابه، و أوصي بقراءة هذا الكتاب خاصة لهؤلاء المهتمين بكتابة القصص فقد كان مصدر الهام كبير لجورج لوكاس في سلسلته القصصية حرب الكواكب .                                                                                                                                                                                                                                                                    دمتم طيبين والسلام.