الجمعة، 7 أكتوبر 2022

الوالدان أحيانا تقع منهما هفوة كارثية، و هي كثرة الشكوى من مطالب الأولاد، هذا ما سيؤثر على اللاوعي الخاص بالأطفال فيشعرون بذلك أنهم عبئ على والديهم، و تظهر أعراض هذه الصدمة في الشعور الزائد بالامتنان، و ربما التوقف عن طلب الحاجيات من الوالدين، و اظهار المسؤولية الشخصية و ابرازها بشكل لافت، و البحث الملهث عن الاستقلال المادي، ربما يعوز الأمر لمنحنى اخر تماما …


الخطير، أن بعض الأطفال يترجمون هذه الشكوى كرسالة كراهية مبطنة، و لهذا يكثر العقوق في العائلات الفقيرة، و الطيبون أمثالك يترجمونها لشعور بالمسؤولية فيما يحدث من كرب للوالد، و يوجهون اصبع الاتهام لأنفسهم ; فيتصاعد الشعور بالذنب طرديا و تبدأ الرغبة في الاستقلالية و " رفع العبئ " عن الوالد.


الا أن الطفل الراشد و الناضج نفسيا يعلم جيدا أنه من المستحيل أن يكون عبئا على والديه، و زمن ادراك هذه الحقيقة يترتب عليه ان كان يحتاج لاستشارة طبيب نفس أم لا، و أنا أقول كالصديق ابراهيم أن علاقتك بوالدك بها بعض الاشكال، فلا بأس ببعض الحوار، و تأكدي أن والدك يحبك و أن صحتك و رعايتك حق عليه.


" عندما تجبر نفسك على الشعور بالامتنان، فإنك قد تبدأ في استخدام تكتيك "تجاوز الامتنان"، لتجنب وقمع المشاعر السلبية. تخبر نفسك بأنك تشعر بالامتنان، ولكنك في قرارة نفسك تشعر بالحزن، أو التوتر، أو القلق، أو التعب. وبهذه الطريقة، فإنك قد تتجاهل علامات الخطر التي تُشير لوجود خطأ ما.


من الواضح أن هذا ليس صحيا، ولن يسمح لك بملاحظة الآثار الإيجابية للامتنان الحقيقي وحلاوته عندما تختبر سلبيات الهروب العاطفي. بل إنه من الوارد أن تلك المشاعر السلبية ستعاودك بشكل أكثر ضراوة. من خلال استبدال الامتنان الاجباري ( الشرع نهى عن التنعط ) بهذه المشاعر السلبية العادية، فإنك تخسر حافزاً مهماً لتحسين وضعك. "


 أعراف المجتمع ( و التي عادة تنبع من فهم خاطئ من الدين، اذ لا يفهمون الفرق بين الطاعة و البر ) تجبرك على الشعور بالامتنان حتى رغما عنك، أنا أقول لك بملئ العبارة، أن تواجهي والدك فيما يزعجك بدل أن تخفي كل السلبية بشعور الامتنان،

التنعط في اظهار الامتنان، ينافي لذة الشعور الأصلي، و يعطي نتيجة عكسية لما أظهرته نتائج علماء " علم النفس الايجابي " عن أهمية الامتنان


; (الشُّكر) - إذاً - ليس كلمة تُطلق عفوَ الخاطر، أو تقفز إلى اللسان للتعبير العفوي عن الامتنان، هي تفاعلٌ ذاتيّ مع فعلٍ إنسانيّ خارجيّ، ترك بصمته فينا، وأعرَبنا له عن جزيل عرفاننا بجميله، وعن ملازمة شعورنا بلطفه حتى بعد انتهاء لطف قديم قدَّمه لنا على طبق من محبّة!


فأنه يختزل الشعور بعدم الرضا بالامتنان الغير صادق ؟ أو ان خرج غصبا قامعا معه كل شعور بالغضب و الحزن و عدم الرضا ؟


الأبحاث السيكولوجية  تثبت قوة و فعالية اظهار الشكر و العرفان، و لكن اذا دخل هذا في نطاق قمع المشاعر السلبية ; فانه سينقلب ضد صاحبه .

 دمتم طيبين والسلام. 

 

0 التعليقات:

إرسال تعليق