تعالي معي أعلمك حيلة لكن لا تستخدمها أبدا إلا عند الضرورة!
بالتأكيد هناك منّا مَن شاهد مسلسل"The Mentalist" وتأثر بشخصية باتريك جين؛ أو قرأ رواية لـ أجاثا كريستي وبطلها كان "هيركيول بوارو" .. وأغلبنا بالتأكيد يعرف الشخصية التي أبدعها آرثر كونان دويل "شيرلوك هولمز" قرأ رواية عنه أو شاهده في مسلسل أو حتي في فيلم!
ومنا مَن تأثر بقدرته علي الاستنتاج؛ وقراءة لغة الجسد وقوة ملاحظته .. فأخذته العظمة وقرر أن يتقمص شخصيته؛ فيلبس البلطو ويرفع لياقته لأعلي ثم ينزل إلي الشارع بثقة مُقلّدًا خطوات شيرلوك ويقوم بتحليل أصدقائه "الساعة والخاتم وطريقة اللبس والكلام" ..
وفجأة يقُابَل بالضحك والسخرية .. ولا تحاول! .. وصياح: "أحدهم هنا شاهد شيرلوك هولمز يا جماعة .. لدينا شيرلوك جديد هنا!"
لكن لا تقلق اعدك ان اعلمك خدعتهم...
إذن كيف يفعلها شيرلوك هولمز أو باتريك جين؛ ويُدرك صدق أو كذب الشخص الذي أمامه بمجرد أن يطرح عليه سؤالا أو أن ينظر إليه؟! هل الأمر فقط لأنه مسلسل وبالتالي حيلة من الكاتب؛ لأنه هو مَن يقوم بابتكار الشخصيات والظروف؛ وبالتالي هو مَن يرسمها هكذا؟!
لا الأمر ليس كذلك ؛ ولكنه ينطوي علي خدعة غريبة؛ إليك تفاصيلها:
علم النفس يخبرنا أن لكل شخص حيز أو مسافة لا يسمح بدخولها إلا للمقربين؛ فإذا اقترب منك شخص مسافة لا تتسق مع مقدار معرفتك به سوف تصدر عنك حركات لا إرادية يدركها الخبير (هذه طبيعة بشرية فينا) .. كأن تقطب حاجبيك أو تتكتف وتضم يديك بينك وبينه كأنك تحمي نفسك منه أو تُعطيه جانب جسمك..
أما النساء فتستخدم في الأغلب أشياء تضعها في المسافة الفاصلة بينها وبين الآخر؛ كما حقيبتها.. العلماء درسوا هذه الظاهرة وقاموا بوضع نظرية لهذه المسافات من الأبعد للأقرب وتصنيفها كالتالي:
المجال العام: 2.6 متر وهي المسافة التي تخاطب بها مجموعة من الناس غريبة عنك لا تعرفهم كما المحاضر مع الحضور..
المجال الاجتماعي: 1 إلي 3.6 متر, هي المسافة التي نقف عليها مع غرباء كصاحب دكان أو سباك أو موظف جديد في العمل.. وبشكل عام مع كل شخص لا نعرفه جيدا لكننا نتكلم معه شخصيا..
المجال الشخصي: نصف متر الي 1 متر.. وهي المسافة التي نقف عندها بالنسبة لآخرين في المناسبات الرسمية وشبه الرسمية وكما الفعليات الإجتماعية..
المجال الخصوصي: 15 سنتيمتر إلي نصف متر.. هذه المسافة يتحرك فيها الأشخاص الأهم في حياتك كالآباء والأبناء والأزواج والأصدقاء المُقربين جدا
اجعل شخص غريب يقتحم مساحتك الشخصية دون سابق إنذار (لن أقول المجال الخصوصي)؛ ولاحظ نفسك: ستجد جسدك لا إراديا ينتفض فجأة وتتراجع للخلف؛ وأنت مستغرب أو تقول له "لو سمحت ابتعد قليلا؟!"
الآن إليك تفاصيل الخدعة: راقب ما يفعله باتريك جين؛ فـ ستجده يقترب من الشخص الذي سيسأله؛ يقتحم مجاله الشخصي وأحيانا الخصوصي بشكل مستفز مُفاجئ! إذن لِمَ يفعل هذا قصدًا؟!
ببساطة لأن هذه الطريقة تخنق مراكز التفكير والاختلاق في العقل (عقل الإنسان الطبيعي يحتاج علي الأقل لـ 5 ثواني حتي يبتكر كذبته!)؛ وبالتالي حين يقتحم باتريك المجال الشخصي؛ يكون عقل الشخص مشغولا وقتها بـ " كيف أتخلص من هذا الشخص المزعج!"؛ فـ يكون غير قادر علي اختلاق أي كذبة!
فـ العقل لا يستطيع أن يفكر في شيئين بنفس الوقت!
في كثير من الأوقات يلجأ باتريك جين أو شيرلوك هولمز لحيلة لئيمة حبتين؛ وهي أنهم يقومون بالتعليق علي شئ شخصي خاص جدا بالنسبة للأشخاص؛ من نفس منطلق خنق منطقة الكذب في العقل ..
أيضا مع الأشخاص المهرة في الإخفاء: يسألونهم أسئلة غريبة جدا (أحيانا تتعدي حدودهم الشخصية) أثناء الاستجواب؛ أنت تظن أنهم يسألونها اعتباطا أو الأمر عادي .. لكنه ليس كذلك! فهذه الأسئلة يختارونها وهم يعرفون أن الشخص الذي أمامهم سيكذب أثناء الإجابة عليها!
وببساطة حينها يلتقطون إشارات الكذب التي يرسلها جسده مثل"هروب العينين لليسار؛ جذب شحمة الأذن؛ حك أرنبة الأنف؛ زم الشفتين وغيرهم" ويخرجون بقاعدة؛ ألا وهي: حين يقوم هذا الشخص بالكذب مثلا يحك أرنبة أنفه..
وبالتالي يسألونه أسئلة أخري؛ فلو أصدر هذه الإشارة وقتها يعرفون أنه كاذب!
( لغة الجسد هي مجموعة الحركات التي يصدرها جسم الانسان في أوقات مختلفة؛ وتعبر عن حقيقة شعوره حتي ولو كان يكذب في كلامه فلغة الجسد لاتكذب فهي تُعرّفك مدي صدق المتحدث في كلامه.. مثال:
عندما يُعقد اجتماع لمؤسسة ما ويُلقي المدير نكتة عرضية تجد الحاضرين يتصنعون ابتسامة مزيفة تجدها في عضلات زاويتي الفم التي تشد في اتجاه الاعلي دون أن تصعد الضحكة لحيز العينين لكن في الابتسامة الحقيقية فإن عضلات أطراف العينين تتقلص ايضا!.
في حالة الغضب تميل النساء للتحديق في عيني الرجل محاولة لاطمئنانه والتماس العذر ولكن لو فعلها رجل مع آخر لاعتبرها تهديدا ونوع من التحدي..
عندما تكون اليد مفتوحة أثناء الكلام فهي علامة صدق أو خضوع. دمتم طيبين والسلام.
0 التعليقات:
إرسال تعليق