الثلاثاء، 11 أكتوبر 2022


 تخيل أنك استيقظت فجرا ، وأنت تشعر بالتعب . ومثلنا كلنا ، ستطير على الإنترنت وتبحث عن أعراضك - وتكتشف انها اما ناجمة عن الأنفلونزا أو الإيبولا. أي تفسير تصدقه ؟ الإجابة مهمة لانها تمثل الفرق بين العودة إلى السرير وزيارة الطبيب ليلا ، أو الذهاب مباشرة الساعة ٥ صباحا الى مستشفى الحميات والحجر الصحي.


علما انه في مثل هذه الحالة، فان كلا التفسيرين ينطبقان ١٠٠ ٪؜ على الاعراض ولا يمكن ترجيح تفسير على آخر على اساس الاعراض .


للتغلب على مشكلة كهذه، يمكنك استخدام أداة Occam’s Razor ، والتي تقول ان أبسط التفسيرين هو الأكثر احتمالا أن يكون صحيحا.


الفكرة الأساسية وراء شفرة أوكام هي انه في حالة وجود تفسيرين يفسران الحقائق بشكل جيد و على قدم المساواة، فمن المرجح أن يكون التفسير الأبسط صحيحا. ذلك لأن التفسير الأكثر تعقيدا يحتوي على متغيرات اكثر يلزم أن تكون صحيحة مقارنة بالتفسير الأبسط. ومع كل متغير إضافي، يصبح التفسير أقل احتمالا لأن يكون صحيحا.


على سبيل المثال، تخيل أن صديقك لم يأتي ميعاد السينما الذي اتفقتما عليه. ربما تعرض لحادث سيارة - لكن ذلك يتطلب العديد من المتغيرات لتكون صحيحة. هل غادر منزله؟ هل قام بقيادة موتوسيكل ابيه بدلا من المشي أو ركوب الاتوبيس ؟ هل ارتكب هو أو سائق آخر خطأ؟ هل أدى هذا الخطأ إلى حادث؟ يجب أن تكون الإجابة على جميع هذه الأسئلة نعم حتى يكون التفسير صحيحا.


التفسير الأبسط والأكثر احتمالا هو أنه نام كعادته ولم يظبط منبه ساعة موبايله او لم يسمعها كالعادة .


لكن في بعض الأحيان تتجمع العديد من المتغيرات، وتحدث أشياء غير محتملة مثل حوادث السيارات ، وحدوث حادث لصاحبك لذلك ليس مستحيل. النقطة المهمة هي فقط أن التفسيرات الأبسط تميل إلى أن تكون صحيحة أكثر من التفسيرات المعقدة. لذلك فإن التفسير    الأبسط هو الرهان الأكثر أمانا.


وهكذا ، ما لم تكن تعيش - أو سافرت إليها مؤخرا - الى مكان يعاني من تفشي فيروس إيبولا، فلن تحتاج إلى القلق بشأن الحمى. هل من الممكن نظريا أن تكون قد أصبت بفيروس إيبولا من خلال سلسلة معقدة من الأحداث؟ بالتأكيد نعم .لكن الإنفلونزا هي التفسير الأبسط والأكثر احتمالا.                                                                                                                                                                                                                                                                                                                         دمتم طيبين والسلام.                                           

0 التعليقات:

إرسال تعليق