الركبتان

 (العدوانية أو الخضوع)

 كل خضوع هو تصنع

 لنبدأ من البداية!

 الركبة اليسرى هي الموضـع الـرمـزي للخضوع، والركبة اليمنسي هـي مـوضـع

 العدوانية.

 غالباً ما يحاول الأشخاص المصابون بخلع مفصلي متكرر أو باضطرابات مفصلية في الركبتين كبح عدوانيتهم المبطنة، كما سوف نرى لاحقاً. ولهذا كان الجو على الركبة وما زال علامة على احترام زائف نحو شخصية رفيعة الشأن لدرجة أننا نثني الركبتين احتراماً لأحد محاورينا بصورة لا شعورية. يقرن ثني الركبتين بموقف خضوع (استحالة الهرب) ، ولكن كن يقظاً!

 إن ثني الركبة اليمني هو فعل خضوع تدليسي وعدواني، أما ثني الركبة اليسرى فهو أمان

 فعل خضوع دون فكرة مبيتة. عندما تشاهد في المرة المقبلة فيلماً تاريخياً، يمكنك أن تسجل أخطاء السيناريو. راقب كيف يجثو الممثلين على ركبهم، وسوف تفهم على الفور أمارات الاستظراف أو الاستهجان الذي يربطهما ببعض أو يفرقهما عن بعض فيما يتعدى ضرورات السيناريو.

 روماتيزم المفاصل

 تشير آلام الروماتيزم إلى إصابة القدرة على الحركة بالشلل من قبل أحد الأبوين الضاغط أو القمعي أو الناهي. يكتف المريض الذي كان ومازال ماضيه أو حاضـره خاضعاً لبروفيـل أحد الأبوين طاقته النفسية في قدرته على الحركـة فـيـصـرف توتراتـه ونزاعاتـه بوساطة الجهاز الحركي، وغالباً مـا يـكـون تـوتـر العضلات في ذروته، ويزداد أيضاً مع - مع حدوث نزاع، ومن هنا كانت النزعة القتالية الرائعة التي تنتزع الإعجاب لبعض الرياضيين. يتصف عموماً المرضى المصابون بروماتيزم المفاصل بشخصية ذات ميـل عدواني

تسعى إلى السيطرة والتحكم بمحيطها العائلي أو المهني. ويسجل أيضاً بعض السمات الاستحواذية الإلحاحية، والسعي الدؤوب للسيادة على الذات أو على الآخرين، والميل إلى التقشف أو الادخار أو مواءمة الأعضاء الفيزيولوجية مع الرياضة (السعي إلى التكيـف

 الثابت لفاعلية الحركات).

 تدفع بنية مازوشية اكتئابية هؤلاء الأفراد إلى التضحية بأنفسهم في سبيل الجماعة أو الآخرين. وقد وصفهم الباحثون بالتعابير التالية: «شرير متواضع»، أو «مستبد مجبول بالنوايا الحسنة»، ذاك الذي يتأفف دائماً من العمل. وهذا ما يحقق الترابط التام بين العدوانية وحس التضحية. وغالباً ما تكون حياتهم الجنسية فقيرة ومصعدة في عمـل طـوعي، أو تركيز مفرط للطاقة النفسية في نشاط رياضي (كرياضة كمال الأجسام على سبيل المثال). تظهـر عوارض المرض المفصلي في أعقاب فقدان التحكم بالذات أو العجـز عـن الاستمرار في السيطرة على الأسرة أو الشريك، فترتد العدوانية ضد جسد المريض إذ أنها لم تعـد تستطيع التعبير عن ذاتها في النشاط الاجتماعي أو المهني أو الرياضي أو غيره من النشاطات

 الأخرى.

 الركبتان المحرمتان

 في سياق آخر، كانت النساء الشابات المناهضات في السنوات العشرين يكشفن أحياناً ركيهن، ولكن تلك الجرأة كانت تعتبر خدشاً للحياء، وكان أنصار التزمت الـديني في ذاك

 العصر يعتبرون هؤلاء النساء خالفات العذار. برهنت بعض الدراسات أن الركبة تنكشف على الملأ أو لا تنكشف تبعاً للتقلبات الاقتصادية: سافرة في عصر الازدهار ومحتجبة في عصر الركود. تلك وسيلة ناجعة لمواجهة المستقبل. فإذا أسفرت المرأة عن ركبتيها تستطيع أن تصرف مدخراتك وإلا فعليك أن تفكر بتنمية ادخارك السكني.

 لا تعتبر الركبة على الصعيد الجمالي موقعاً تشريحياً مهماً، ولكنها تتحكم بجمال الساق من الأمام. فالركبة التي تتجه إلى الداخل لا تلفت النظر في معظم الأحيان لأن حنية الساقين تكون عموماً محط إعجاب من الخلف. وقد أتاحت موضة انتعال الجزم العالية (التي تغطي الركبتين) لبعض النجمات مثل برجيـت بـاردو إخفاء ركبهن البشعة مـن أجـل إبـراز أفخاذهن الرائعة.

لغة الركبتين

 بخك محاورك ركبته اليمني

 إنه ببساطة ينبئك بشكل غير صريح بافتقاره للحماس. يحك محاورك ركبته اليسرى.

 إنه ينبتك برغبته في الفرار دون أن تكـون هـذه الرغبة فعلية. يشيع هـذا الهوس عنـد الأفراد الذين يفتشون لأنفسهم عن باب للخروج في نقاش يغوص في الرمل. بمسك محاورك وهو جالس إحدى الركبتين بيده المطابقة في

 وضعية الجلوس.

 هـذه وضعية الاحتقار أيا كانت الركبة المجرمة، فإذا بدا معروضك لـه مفرطاً في البساطة فسوف يجده أقل مصداقية مما لو أنه يفهم بصعوبة معنى حديثك. إنه بحاجة إلى أن

 ينبهر بذكائك لكي يجدك ذا مصداقية.

 بمـد محـاورك في وضعية الجلوس ذراعـيـه عـلـى امـتـداد

 الفخذين ويغطي ركبتيه بيديه

 إنها وضعية التوتر المقرون بخوف فيزيائي من تلقي ركلة افتراضية. غالباً ما يرافق هذه الوضعية وجه متشنج أو وجـه تبـدو عليـه أمـارات القلق. إنها الوضعية النموذجية للفـرد الـذي يكون حبه لذاته بينا كما هي بينة ربطة عنقه. محـاورك جـالـس ويـشــبك أصـابعـه فـوق إحـدى الـركـبتين

 المرفوعة إلى مستوى صدره.

 إنه يشد ساقه بذراعيـه كما يمكن أن يفعل الطفل بدميته أو بلعبتـه. تشير هذه الوضعية الجنينية إلى طلب الحنان في جو من الحميمية. وتشيري الجو الودي إلى شخصية غير

 ناضجة وعدوانية، إنه مشهد القلعة. أخيراً، عندما تغطي اليد اليسرى اليمني (والعكس بالعكس) مع الاستناد على إحـدى

 الركبتين.

 هـذا الرمز الحركي شائع أكثر مما نتصور، وغالباً ما لاحظته في ريبورتاجـات عـن الأحداث الراهنـة حـول بعـض رجـال السياسة الذين كانوا في وضع متأزم أثنـاء الفـترات الانتخابية، لا شك أنك تعـرف لعبة الأيادي الغبية فوق بعضها في وسط الطاولة. الخاسر هـو أقلهم خبثا كما في السياسة.

 محاورك بصـالب ساقيه على شكل زاوية قائمة.                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    دمتم طيبين والسلام.