الاثنين، 17 أكتوبر 2022


الركود التضخمي من أسوء الظواهر الاقتصادية التي يمكن أن يمر بها أي اقتصاد في أي فترة زمنية، لأن الركود التضخمي يتكون من ظاهرتين، ظاهرة الركود، وظاهرة التضخم، والظاهرتان متناقضتان ومتضادتان، في الآثار وفي العلاج.

فعندما تحدث واحدة من هاتين الظاهرتين يقوم رجال السياسة المالية بسن قوانين لعلاجهما، ولكن تحدث المشكلة بسبب أن علاج التضخم، يناقض علاج الركود، والعكس صحيح وهو أن علاج الركود يناقض علاج التضخم.

فعندما يعمل رجال السياسة المالية على علاج التضخم يزيدون الركود، وإذا عالجوا الركود ساعدوا على زيادة التضخم، وهكذا تستمر الحلقة المغلقة.

سوف أحاول أن اشرح ببساطة التناقض الذي يصاحب الظاهرتين في العلاج:

أ- التضخم هو: "الارتفاع المستمر في المستوى العام للأسعار" أو بعبارة أخرى "هو انخفاض القوة الشرائية للعملة" يعني الأموال التي في يدك الآن تقل قوتها الشرائية -يعني لا تستطيع أن تشتري ما كنت تشتريه قبل بنفس كمية النقود-

وعلاج هذه الظاهرة يكون عن طريق تقليل كمية النقود التي في أيدي الناس حتى تنخفض أو تثبت الأسعار، لأن النقود عندما تكون كثيرة في أيدي الناس تساعد على رفع الأسعار (قانون العرض والطلب) - تلاحظ هنا أن علاج التضخم تقليل كمية النقود في أيدي الناس- نتيجة رقم 1

ب- الركود هو "ظاهرة تدل على انخفاض النشاط الاقتصادي، وقلة النمو" يعني أن حالة النشاط الاقتصادي تكون ثابتة أو قليلة،

علاج الركود هو أن يقوم رجال المال بتنشيط الحالة الاقتصادية، وذلك عن طريق زيادة كمية الأموال في أيدي الناس حتى يقوموا بالشراء الكثيف للسلع والخدمات الذي يعمل على تنشيط الاقتصاد، لأن البيع والشراء بكثافة يساعد على تنشيط الحالة الاقتصادية، والتي تعمل على زيادة النمو الاقتصادي - تلاحظ هنا أن علاج الركود هو زيادة كمية النقود في أي الناس_ نتيجة رقم 2

من خلال الجمع بين النتيجة رقم 1 (علاج التضخم) والنتيجة رقم 2 (علاج الركود) تلاحظ المعضلة التي يقع فيها الاقتصاد عندما يحدث له ركود تضخمي.

يبقى سؤالاً هل هذه الحالة (الركود التضخمي) بسبب الحرب الروسية الأوكرانية؟
الجواب: الحرب الروسية الأوكرانية هي أحد الأسباب وليست السبب الوحيد، فهناك أسباب كثيرة قبل الحرب مثل الارتفاع الشديدة في أسعار البترول، ومثل الصراع الصيني الأمريكي، ومثل الحروب والصراعات الموجودة في أغلب البلاد.                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    دمتم طيبين والسلام.        

0 التعليقات:

إرسال تعليق