الخميس، 13 أكتوبر 2022


علاقة علم الإقتصاد بعلوم مختلفة ليست علاقة تعارض , بل تكامل كما سنذكر لكم :

1-علاقة علم الاقتصاد بعلم الاجتماع: Social science


لا شك أن إعداد دراسة اقتصادية ما لدراسة مجالات الاقتصاد المختلفة مثل دراسة نمو الدخل أو الناتج القومي أو معدل التضخم وغيرها من الدراسات الاقتصادية يتطلب في حد ذاته دراسة بعض الظواهر الاجتماعية المرتبطة بمجال الدراسة مثل دراسة النمو السكاني، التركيبة السكانية، معدل البطالة، درجة الفقر في المجتمع. وهو شكل من أشكال التقاء العلوم حيث يتقاطع علم الاقتصاد مع علم الاجتماع في هذا المجال لتنتج دراسة اقتصادية معبرة عن المجتمع الذي يدرسه في زمن ما.


2-علاقة علم الاقتصاد بعلم النفس:Psychology


عند القيام بدراسة اقتصادية ما لفهم السلوك الاستهلاكي للفرد مثلًا، فإنه من الضرورة بمكان أن يستعين الباحث الاقتصادي بعلم النفس لفهم وتفسير هذا السلوك. في العام 1929 حدث انخفاض في بورصة نيويورك مما أدى لتخوف الناس على أموالهم، وانتشرت الشائعات عن الأثر السلبي لذلك على ودائعهم، مما أدى لاتجاه الناس لسحب ودائعهم من البنوك واستبدالها بشراء الذهب، أدى ذلك لانخفاض سعر الدولار وبالتالي أثر سلبًا على الوضع الاقتصادي الأمريكي.


3-علاقة علم الاقتصاد بالتاريخ:History


علم الاقتصاد يحتاج لدراسة تاريخ الإقتصاد وتطور الأمم في المجالات الاقتصادية، وتسليط الضوء على نقاط القوة والضعف في تلك الحقب التاريخية الماضية والاستفادة منها في فتح مجالات جديدة. فعلى سبيل المثال لن نفهم أسباب نمو التجارة في القرن السادس عشر سوى بدراسة الثورة الصناعية التي حدثت في أوربا آنذاك، بل ولن نتفهم نمو الاتجاه الاستعماري للدول الأوربية تجاه العالم سوى بالبحث تاريخياً في أسبابه مثل الحاجة لفتح أسواق جديدة لكي تستوعب ذلك النمو في الإنتاج، وكذا للبحث عن موارد جديدة، وبذلك يتلاقى علم الاقتصاد بالدراسات التاريخية.


4-علاقة علم الاقتصاد بعلم السياسة:Politics


علم الاقتصاد بعلم السياسية هي علاقة وثيقة الصلة، حيث يؤثر كل منهما في الآخر، فالاقتصاد كثير ما يؤثر في عملية اتخاذ القرار السياسي، وكثير ما تكون للقرارات السياسية أثرها على الوضع الإقتصادي. مثال ذلك: تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد يؤدي لمشكلات سياسية بالدولة قد ينتهي باشتعال الثورات، من ناحية أخرى قد يؤدي التغير في عالم السياسية بالتأثير على الأحوال الاقتصادية المحلية أو العالمية. مثال ذلك: تغير أسعار النفط نتيجة حرب الخليج. تجدر الإشارة أنه ونظرًا للعلاقة التداخلية بين علم الاقتصاد وعلم السياسةوالترابط الشديد بينهم فقد ظهر ما يعرف ب “الاقتصاد السياسي ”.


5-علاقة علم الاقتصاد بعلم الرياضيات: Mathematic


يستخدم علم الاقتصاد الاساليب الرياضية لقياس معدل النمو، أو تتبع نمو الدخل وغير ذلك من الظواهر الاقتصادية ليتمكن من تفسيرها وعرضها بصورة رقمية توضح درجتها بشكل مفهوم.


6-علاقة علم الاقتصاد بعلم الإحصاء:Statistic


يقدم علم الاقتصاد إحصائيات وبيانات إحصائية تفيد علم الاقتصاد في سبيل سعيه لتقديم دراسة اقتصادية وافية عن ظاهرة اقتصادية ما. فلا سبيل لدراسة اقتصادية ناجحة سوى باستخدام الأساليب والادوات الإحصائية من قياس وتحليل وبيانات رقمية، من هنا ظهر فرع متخصص من فروع الاقتصاد يسمى بالاقتصاد القياسي.


7-علاقة علم الاقتصاد بالمنطق:Symantec- linguistics


يستفيد علم الاقتصاد بما يقدمه المنطق من مناهج بحث مختلفة لتفسير الظواهر الاقتصادية، فيستفيد الاقتصاد بما يقدمه له المنطق من ادوات استنباط واستقراء لفهم وتفسير الظاهرة والتنبؤ بما يمكن أن تكون عليه ظاهرة اقتصادية ما، وإستخدام اللغات المختلفة والتعابير في المجتمعات المحلية والدولية.


8-علاقة علم الاقتصاد بالقانون: Law


لاقتصاد علاقة وثيقة بالقانون، فأي نشاط اقتصادي يحتاج إنشائه ونجاحه إلى فهم الإطار القانوني والقواعد القانونية المنظمة للأنشطة الاقتصادية له، وبالتالي فأي محاولة للقيام بدراسة اقتصادية لفهم ودراسة تلك الأنشطة الاقتصادية، تتطلب الإلمام بالقانون المنظم لها.


9-علاقة علم الاقتصاد بعلم الجغرافيا:Geography


يبحث علم الجغرافيا في دراسة الموارد الاقتصادية والموقع الجغرافي والمواقع التجارية وبالتالي يستفيد علم الاقتصاد من تلك الدراسات في أبحاثه. فدراسة مشروع اقتصادي ما يحتاج بلا شك لمعرفة الطبيعة الجغرافية.


10- علاقة الإقتصاد بالدين: Religion -Anthropology


العلاقة بين الاقتصاد والدين علاقة متشابكة تبدو أحيانا على درجة من التناقض، فهو لقاء بين الدنيوي والديني، الأرضي والسماوي، المادي والروحي، الحلال و الحرام، الأخلاق والعادات ويعد تخصصًا علميا حديثًا نسبيًا حيث يُعدّ موضوع العلاقة بين الدين والاقتصاد، أحد الموضوعات التي نالت اهتمام مراكز الأبحاث والعلوم الاقتصاديةالإسلامية خاصة وازدادت الأبحاث لتصاعد دور الدين في المجال السياسي والاجتماعي، وظهور إجتهادات فقهية معاصرة حول البنوك الربوية ، المعاملات المالية، الشريعة، فقه المال، الزكاة ، الأوقاف…..إلخ .ويتميز الإقتصاد الإسلامي بمميزات خاصة وفريدة تجعله يختلف اختلافاً كبيراً عن النظم الاقتصادية الوضعية وخاصة المعاصرة منها كالرأسمالية والاشتراكية، فإذا كانت هذه النظم تسعى إلى الربح والكسب الماديين وتحقيق الرخاء والرفاهية بشتى الطرق والوسائل حتى وإن تعارضت مع الأعراف والقيم القانونية والإنسانية والروحية، فإن الاقتصاد الإسلامي إلى جانب مراعاته الجانب المادي فإنه لا يغفل الجانب الروحي في الكيان البشري, ويتمثل ذلك في أن يتجه المرء بنشاطه الاقتصادي إلى الله تعالى ابتغاء مرضاته وخشيته، فهو يعمر الدنيا وينميها ليكون بحق خليفة الله في أرضه وهو يحل التعاون والتكامل محل الصراع والتناقض.                                                                                                                                                                                             دمتم طيبين والسلام.   

0 التعليقات:

إرسال تعليق