Watch up

 الفصل ده هو الوجه الآخر للفصل السابق..

يعني هنـا مـش إنـت الـلـي عنـدك مشـاعر ناحيـة حـد وهـي أصـلا ناحيـة حـد تـاني..

لا..

هنـا أنـت الحـد الـلي بتترمـى عليـه المشاعر دي.. وهـي أصـلا مـش تبعـك، ولا تمـت ليـك بصلة..

بص يا سيدي..

لا.. بص بجد..

عـاوزك كده بهـدوء وببساطة تبـص حواليـك.. أو بصيغـة أدق.. تبـص عـلى النـاس الـلي حواليـك..

بالراحة كده..

بص كويس..

قرايبـك.. حبايبـك.. جيرانك.. أصحابـك.. مراتـك.. جـوزك..أي -

تاني.

كل واحـد مـن النـاس دي جـواه (غالبا) سيناريو قديـم.. يعنـي مجموعـة مـن الأحداث الحياتيـة الـلي اتعرض لها في مرحلـة مـن مراحـل عمـره، ومـا زالت عايشـة جـواه كما هـي بنفس المشاهد والمشاعر والأفكار، كأنهـا لـسـه حـاصلـة حـالاً.. يعنـي حـد مـا زال جـواه شـكل وتفاصيل علاقتـه بأبـوه، وإزاي كان طيب وحنين وصبور.. حـد لسه محتفظ بمشـاعر خوفـه مـن أخـوه الكبير.. حـد مفتقـد حبيبتـه الأولى..واحـدة مـش قـادرة تنسى نظرات الشك والارتيـاب الـلي كانـت بتشوفها في عين أمهـا لمـا ترجع البيت متأخـر شـوية.. واحـدة لسـه محفور جواهـا الأذى النفسي والبـدني الـلي اتعرضـت ليـه وهـي صغيرة على إيد واحـد جبان ونـدل استحل نفسها وجسمها.. واحـدة ثالثـة مـش قـادرة تنسى الرعب اللي كانت حاسـة بيـه لمـا تاهـت عـن مامتهـا في السوق وهـي صغيرة..

 وغيره.. وغيرها..

 درامـا شغالة جـوه كل واحـد أو واحـدة.. مبنية على أحـداث قديمة عدى عليها الزمـن وفـات.. كل درامـا مـن دول سايبة أثـر.. وكل حدث أو مشهد أو حكايـة مـن دول سايبة رسالة نفسية مهمـة وأساسية جـدا في التكويـن النفـسى بتاع كل حـد فينـا.. رسـالة بيعيش بيهـا عمـره.. وبيبنـي عليهـا حياته.. وبيتعامـل عـلى أساسها مـع النـاس..

 يا لهوي!!

 يعني إيه؟

 يعنـي حـد وصلتـه رسـالة مضمونهـا "إنـت مـا تستاهلش" بـكل تنويعاتها، زي "إنـت مـا تستاهلش تتحـب" أو "إنـت مـا تستاهلش تفرح".. أو "إنـت مـا تستاهلش غير درجاتك في الثانوية العامة".. أو "إنـت مـا تستاهلش غـيـر الـلـي أنـا أسمحلك بيـه"..

 حـد تـاني وصلتـه رسـالة بتقول "محدش هايهتـم بيـك إلا لـو كـنـت مريض".. وفي قول آخـر "محدش هايعيرك أي اهتمام إلا لـو كـنـت صانع للمشـاكل".. وفي قـول ثالث "عاوزانـا نشـوفك يبقـى تجذبي انتباهنـا عـلى قـد مـا تقـدري"..حد ثالث وصلته رسايل مجملها "ما ينفعش تعتمد على نفسك وأنـا مـوجـود".. أو "إنـت مـا تقـدرش لوحـدك".. أو "إنت هاتفضـل صغير على طول"..

 حـد رابـع شـبـع رسـايـل مـن نـوع "اعمـل كل حاجـة تخلينـي أرضى".. أو "أنـا مـش هـارضى عنـك أبـدا".. أو "مهما عملت.. كأنـك ماعملتـش حاجـة"..

 وهكذا.. وهكذا..

 كتـير مـن الـلي وصلتـه رسـايل بالشكل ده.. والـلـي جـواه درامـا عاملة كده، ما بيكونش قدامـه وقـت مـا وصلته إلا إنه يصدقها، لأنها غالبا بتكون وصلتـه مـن أقرب الناس ليـه.. وفي وقت وعمـر وظـروف تخليـه مـا يقدرش يعمـل أي حاجـة غير إنـه يستسلم ليها. .

 مش بس كده.. ده بيفضـل طـول عـمـره عايش بيها.. وممحـور حياته حواليهـا.. وبيتصرف على أساسها..

 والأصعـب مـن كل ده.. هـو إنـه سـاعات بيسعى طول الوقت إنـه يحققها.. آه.. يحققهـا.. ويثبتها.. وكأنهـا نبوءة.. ما ينفعش غير إنها تتحقق.. وده لسبب بسيط جدا||||||||.. هـو إنـه مـا عـرفـش عـن نفسـه وعـن الـلي حواليه (وقتهـا) غير كده.. وما اتعلمش عن الحياة والعلاقات (ساعتها) غير ده.. وما كانش عنـده أي بدائل يحمـي بيها نفسه.. ولا أي اختيارات تانية يدافع بيهـا عنـهـا..

 طبعا ده شيء صعـب ومـؤلم جـدا.. ومحتاج شهور وربمـا سـنوات مـن العـلاج النفسي الحقيقي العميق أو العلاقات الجيدة الطيبة....بس في الحقيقـة مـش هـوده الـلي عـاوز أتكلـم عنـه.. أو ألفـت الانتباه ليـه..

 الـلـي عـاوز ألفت الانتباه ليـه هـو الـطـرف التـاني مـن القصـة.. الطـرف الـلي هاتتحقق النبوءة على إيديه.. أيـون.. الطـرف الـلي صاحـب النبوءة هايختاره علشان يكمـل الحبكة الدراميـة..

 ما هو فيه رسايل وصلت.. وفيه مسرحية درامية متخزنة.. وفيـه نبوءة لازم تتحقق.. وفيه بطـل للقصـة.. يبقى ناقص مين؟ قـول إنت بقا||||||||||..

 ناقص الشخص اللي هايختاره البطـل علشان يلعـب الـدور الـلي ناقـص.. الشخص الـلي هايحافـظ عـلى سـير الأحـداث في الخـط المرسـوم ليهـا.. الشخص الـلي هايطمـن البطـل إن اختياره كان صحيح.. وإنه كان معذور لمـا صـدق اللي وصلـه.. وإنـه مـا كـانـش ومـا عـادش ينفـع إلا إنـه يـكـون کـده، ويفضـل كـده..

 بمعنى..

 معظـم الـلي وصلتـه رسـالة "إنـت مـا تستاهلش".. هايـدور طـول الوقت على شخص يعاملـه عـلى إنـه مـا يستاهلش.. الشخص ده ممكن يكـون صـاحـب أو صديق أو زوج أو زوجـة..

 ومعظـم الـلي وصلتـه رسـالة "إنـت مـا تقـدرش لوحـدك" هايفضـل طول حياتـه يـدور على حد يتسند عليـه ويعتمـد عـلى وجـوده، ومـن غيره يحـس إنـه ضعيـف قليـل الحيلـة.. والحـد ده ممكـن يكون رئيسه في الشغل أو مراتـه أو حتـى ولـد مـن أولاده..ومعظـم الـلي وصلتـه رسـالة "أنـا مـش هـارضى عنـك أبـدا".. مـش هايستريح غير لما يلاقـي حـد لا يرضى أبـدا مـهـمـا عمـل أو بـذل مجهود، ويعمـل معـاه علاقة، ويتشعلق فيـه..

 كل اللي فات ده بقى مقدمـة.. ومقدمة مختصرة جدا للي جاي دلوقت.. الـلي عاوز أقولك فيـه وبكل وضوح:

 كتير أوي مـن النـاس الـلي حواليـك بيدور عـلى حـد يلبسـه أحـد الأدوار المهمة والمؤثرة في مسرحية حياته.. خـلـي بالـك أحسـن حـد يحاول يلبسك دور غير حقيقتـك..

 هاتلاقـي حـد بيقولك إنـت أنـاني، مـش بتهتـم بيـا، ومـش شـايف غير نفسـك.. علشان يلبسـك دور النـدل الأناني الطماع.. ويؤكـد لنفسـه رسـالة "إنـت دايمـا مـظـلـوم"..

 هاتلاقـي حـد بيطلـع منـك كل شر.. ويستفز فيـك كل غضـب.. ويتصيـد ليـك كل خطـأ.. علشـان يلبسـك دور الشريـر المتسلط المفتري.. ويؤكد لنفسـه رسـالة "كل الناس وحشين أشرار، وأنـا بـس الـلـي طـيـب"..

 هاتلاقـي حـد بيشكرك عـمال على بطال.. ويعبرلـك عـن كل الامتنان والعرفـان مـن غـيـر مـا تعمـل أي حاجـة.. مـا يتحركـش إلا بإذنـك.. ومـا يتنفسـش إلا بمشورتك.. علشان يلبسـك دور الشخص القـوي الباسل المخلص.. ويفضـل معتمـد عليـك، ويؤكد لنفسـه رسـالة " ما ينفعش تعتمد على نفسك"..هاتلاقـي الـلي بيحاول يلبسـك دور أبـوه الطيب، ويحرمـك مـن حقك في الغضب والحنـق والرفض أحيانًا.. هاتلاقـي الـلي بيحـاول يلبسـك دور حبيبتـه القديمة، من غير ما يشـوفك ويشـوف حقيقتـك الأجمـل والأحـلى.. وهاتلاقـي الـلي بيحاول يلبسـك دور المعتـدي المجـرم القـاسي.. بدون أي وجـه حـق ..

 هاتلاقـي الـلي يحاول يلبسـك دور الجاني.. والـلي يحاول يلبسـك دور الضحيـة.. والـلي يحاول يلبسـك دور المنقذ.. وإنت ولا جـاني ولا ضحيـة ولا منقذ.. إنـت شـخـص عـادي طبيعـي غلبـااااااان..

 خلي بالك بقى.. وفتح عينك كويس جداااااا.. إوعي تلبس أي دور حد يحاول يلبسهولك.. إوعى تكون إنت الشخص اللي ها يحقق النبوءة المشئومة.. إوعى تلاقي نفسـك طـرف في لعبة درامية بائسة..لا هـي بتاعتك.. ولا إنت قدهـا. .

 وإذا كان ده حصـل فـعـلاً.. فالحـق بسرعـة وبدون أي تـردد.. اقلـع الـدور ده فورا.. وارجع نفسك اللي كنت تعرفها ومتأكد منهـا قـبـل مـا تعـرف الشخص ده مباشرة.. ومـا تسمحش لـه أو لغيره إنه يلبسـك أي دور أو يدخلك في أي مسرحية حياتية هزلية..

 إوعى تلبس..

 إوعى تلبس..                                                                                                                                                                                                                                                                                                                       دمتم طيبين والسلام.