الجمعة، 18 نوفمبر 2022

الفراغات النفسية

 

فيه جوه كتير مننا حتة فاضية .. حلقة داخلية مفرغة.. بنحاول نملاها بحاجات كتير وبطرق مختلفة.. بس بدون فايدة


 حد بيحاول يملاها بنجاحات مدوية وخارقة ومبهرة.. حد بيحاول يملاها بشهرة ونظرات إعجاب في عيون الناس.. حد يحاول يملاها بنهم وشره غير مبرر للفلوس أو للنفوذ أو للأضواء أو للبس أو حتى للأكل.. حد يحاول بالدخول في قصص حب متكررة سطحية زائفة.. حد تاني بلبس رداء علم أو حكمة أو دين من غير عمق أو أصالة أو حقيقة.. وكل ده مش بيمـلا ولا يشبع ولا يسد هذا الفراغ النفسي الداخلي اللي بيكون عامل زي الثقب الأسود اللي بيبلع أي حاجة وأي حد بلا نهاية.


 من الآخر وبكل صراحة ووضوح الفراغ ده مش بيتملي غير بحاجة واحدة بس.. هي إنك: "تصدق إنك تستاهل"..


 احتمال الجملة دي تكون مكررة في كتاباتي ومحاضراتي (ومش هازهق ولا ها بطل تكرارها وترديدها لأهميتها الشديدة.. أو تكون غريبة عليك أو مش متعود تسمعها أو تقراها.. بس هي بسيطة وبديهية جدًّا.. وموجودة في تكوينك النفسي من يوم ما اتولدت


 ساعات التربية أو المجتمع بيؤكد عندك الرسالة دي: "إنت تستاهل تتحب".. وساعات بيشكك فيهـا.. وساعات بيوصلك عكسها.يعني ممكن يوصلك من الأب والأم في بعض الأوقات إنك ما تستاهلش حبهم أو اهتمامهم أو رعايتهم أو قبولهم.. وإنك تستاهل بس بقدر سمعانك للكلام وتنفيذك للأوامر...


 وممكن يوصلك برضه منهم ومن المدرسة والحصص والمدرسين إن قيمتك في الحياة تساوي فقط مجموعك في الثانوية العامة..


 وطبعًا ممكن يوصلك من الشارع والشغل والمجتمع والناس إنك ما تستاهلش تتحب ولا تفرح ولا تستاهل تطمن ولا تستاهل تعيش من أصله..


 في المواقف الصعبة واللحظات الحاسمة دي.. لو إنت ما قاومتش وما سمعتش صوت فطرتك وطبيعتك كويس.. هاينخر الثقب الأسود نفسك.. وهايكبر ويكبر.. وتعيش عمرك كله تحاول تملاه بسراب و را سراب و را سراب


 إنجح وهات ألف في الماية في الثانوية العامة.. مش هاترضى ولا تفرح من قلبك ولا تحس بنجاحك لو إنت مش مصدق إنك تستاهل تنجح وتفرح.


 عيش دونجوان عصرك وأوانك.. وادخل كل يوم في قصة حب.. ودوب كل بنات العالم.. مش هاتشبع ولا تقنع ولا هايستقر قلبك طول ما إنت مش مصدق إنك تستاهل تتحب وتتحس ويهتم بيك.اجذب كل الأضواء.. وشـد كل الانتباه.. ولم كل البشر حواليـك.. إن شالله تطلع لنفسك جناحات وتطير في السما.. كل ده مش ها يكون ليه أي لازمة.. ومش هاتحس ليه بأي معنى.. لـو مـش مصدق إنك تستاهل تتشاف وتتقدر ..


 ما تسألنيش: "وإزاي أصدق إني أستاهل أتحب وأنجح وافرح وأتشاف واتقدر.....؟"


 علشان الإجابة عندك وفي فطرتـك وتكوينـك.. مطلوب بس إنك تسمح لنفسك تشوف ده فيها.. وتصدقـه.. وتقول (لأ) لأي حد وكل حد يحاول يوصلك غيرها.

 إنت تستاهل..

 صدق ده.

 وكفاية بقى..                                                                                                                                                                                                                                                                                                                             دمتم طيبين والسلام.   

0 التعليقات:

إرسال تعليق