الجمعة، 4 نوفمبر 2022

علاقات خطرة


 فيه أنواع كتير جدا من العلاقات بين البشر.. من أخطر الأنواع دي على الإطلاق.. (علاقة الحبل السرى).. وعلاقة (العمى)..


علاقة (الحبل السري) دي بيكون فيها أحد الطرفين هو مصدركل حاجة بالنسبة للطرف التاني.. أو بالأحرى.. أحد الطرفين بيخلي الطرف التاني هو المصدر الوحيد لكل حاجة.. هو المصدر الوحيد للحب. هو المصدر الوحيد للأمان.. هو المصدر الوحيد للحياة.. كتير أوي من الأمهات بتوصل لأولادها (بالقول وبالفعل) إنها المصدر الوحيد لكل حاجة، فيلزقوا فيها وما يستغنوش عنها، وده يطمنها ويؤنس وحدتها على حسابهم وحساب حياتهم ومستقبلهم وساعات جوازاتهم.. ده لو اتجوزوا.. وكتير أوي من الأزواج بيخلي نفسه المصدر الوحيد لكل احتياجات زوجته المادية والمعنوية علشان ما يبقاش ليها في الدنيا غيره.. ولا أصحاب ولا شغل ولا حتى أهل.. وأمثلة تانية كتير بين الأصدقاء والأحباب والأقارب وغيرهم.. الطرفين في العلاقة دي بيستفيدوا.. طرف بيبقى شديد الاعتمادية والسلبية والراحة وكل حاجة تيجي لغاية عنده.. وطرف يبقى متصور إنه المنقذ والمخلص والبطل والبئر التي لا تنضب وساعات الإله المعطي المانع.. وكأن فيه حبل سري


خفي رابط بين الطرفين.. بس رايح جاي..العلاقة دي مؤذية ونكوصية وفاشلة، وغالبا اللي بيعملها مزة بيتعود عليها وتبقى زي الإدمان.. دي علاقة طرف فيها بيمص دم الثاني.. وطرف بيستعبد التاني ويعيشه بدون أي مصدر آخر أو بديل محتمل..


 ما فيش حاجة اسمها (أنا وانت ولا حد تالتنا).. ما فيش حاجة اسمها (إنت مالي الدنيا عليا) وباقي كلام الأغاني اللي بيشجع على هذا النوع من العلاقات طول الوقت.. ما فيش حاجة اسمها (إنت كل حاجة بالنسبة لي).. لأن (كل حاجة ده لو اختفى أو اختفت.. يبقى الدنيا انهارت.. والحياة ما بقاش ليها معنى.. ويبقى أمراض نفسية ما لهاش أول من آخر.. وساعتها الكل بيدفع الثمن.. دايما خلي فيه بدايل.. دايما خلي فيه ناس. . دايما خلي فيه ربنا..


 علاقة (العمى)


 دي بقى من العلاقات المؤذية والمشوهة جدا بين البشر.. في النوع ده من العلاقات فيه طرف مش بيشوف الطرف التاني أصلا.. بمعنى إنه بيكون جواه مشاعر قديمة متخزنة ناحية حد تاني (حبيب قديم، مدرس من زمان، صديق، وصولا للأب أو الأم) ويتعامل مع شريكه في العلاقة بنفس المشاعردي..مش بس نفس المشاعر.. لا ده كمان نفس ردود الفعل.. ونفس طريقة التفكير والاستقبال القديمة، كأنه شايف وسامع وحاسس الحد الثاني ده بالظبط.. بس وهو مش واخد باله.. وشريك العلاقة مش واخد باله برضه.. يعني واحد يشوف واحدة في الشارع ولا يعرفها ولا عمره شافها قبل كده ويحس ناحيتها بحب رهييييب من غير أي سبب وبدون أي مقدمات.. وهو مش عارف إن الحب ده قديم جدا، وجواه من زمان ناحية حد تاني خالص (مدرسته في ابتدائي أو أمه مثلا)، وهو لبس البنت المسكينة صورة الحد ده.. أو حد يحس بغضب شديد جدا ناحية حد معملش حاجة تستاهل هذا الكم من الغضب.. وهو برضه مش عارف إن ده غضب مخزون جواه ناحية حد تاني خالص (أبوه مثلا)، وهو برضه لبسه صورة الحد ده..


 كتير أوي من علاقاتنا الحياتية بتكون بهذا الشكل.. الحب من أول نظرة.. والكره من أول كلمة.. والغضب غير المبرر.. وكتير من الخناقات والمشاكل الزوجية، وساعات كمان مشاعر جنسية.


 طيب نعرف إزاي إذا كانت مشاعرنا ناحية حد مشاعر حقيقية ناحيته فعلا، واللا مشاعر قديمة مكبوتة بس تمت


 إعادة توجيهها؟أول ما تلاقي مشاعرك ناحيةحد كتيرة جدا.. وسريعة جدا.. وبدون سبب أو مبرر كافي.. اعرف فوزا إنك (غالبا) مش شايف حتى لو كنت باصص.. ومش سامع حتى لو كنت مصغي.. ومش حاسس حتى لو كنت مستقبل..


 ساعتها..


 افتح عينيك.. وشوف من جديد.. وافتح ودانك.. واسمع من الأول.. وافتح إحساسك.. واستقبل صح..                                           من كتاب "الخروج عن النص"                                                                                                                                 دمتم طيبين والسلام.                            

0 التعليقات:

إرسال تعليق