الخميس، 10 نوفمبر 2022

انوثة الرجال!


 بيولوجيا.. كل واحـد فينـا فيـه هرمونات ذكـورة وهرمونات أنوثة بغض النظر عن جنسه..


 يعنـي الراجـل فيـه - بشكل طبيعـي- نسبة معينـة مـن هـرمـون الذكورة (تستيستيرون) ونسبة أخـرى أقـل مـن هـرمـون الأنوثـة (استروجين).. وكذلـك المـرأة فيهـا نفـس النوعين من الهرمونات بس بنسب مختلفـة..


 ده على مستوى التكوين الجسدي البيولوجي.. ومعظمنـا عـارف الكلام ده مـن أيـام دراسة الأحياء في ثانوية عامـة..


 لكـن الـلي مادرسـناهوش في الأحياء ولا في غيرهـا ومـش عـارف ليـه أو إزاي لغاية دلوقت.. هـو إن كل واحد فينـا جـواه على المستوى النفسي نفس التركيبة دي بالظبط..


 يعنـي - نفسيا- الرجـل جـواه رجولة وأنوثة، والمرأة جواهـا رجولة وأنوثة.. بس بمواصفات ومعاني ووظائف نفسية مختلفة.. والكلام ده معروف ومكتـوب ومنشـور مـن أيـام الحضـارات الإنسانية القديمة لغاية يومنـا هـذا، مروراً بعلـماء نفسيين كبار زی کارل جوستاف يونج ودونالد وينيكوت وهـاری جانترب. .


 إيه النكتة الظريفة دي؟


 إيه الكلام الغريب والصعب ده؟في الحقيقـة هـو مـش نكتـة ولا كلام غريب ولا صعب.. بس إحنا اللي ساعات بنتجاهـل أبسط الحقايق وأوضحهـا.. ده إحنـا حـتـى في كلامنا اليومي المعتاد بنستخدم كتير تعبيرات زي (ست بميت راجـل)، و(راجـل منسـون)..


 إيه الموضوع؟!


 الموضوع ببساطة هي إن الرجولة (النفسية) الـلـي جـوه حضرتـك (كذكـر)، هي المسئولة عـن صفـات زي الشجاعة، والجدعنـة، والشهامة، والإصرار، والتحـدي، والمثابرة، وما إلى ذلـك.. والأنوثـة الـلـي جـوه حضرتك (برضـه كذكر)، مسئولة عـن صفـات زي الحنيـة والقـرب والمودة والرحمـة والطيبـة ورقة القلـب وغيرهـا..


 نفـس الـكلام بالنسبة ليـكي (كأنثـى).. الرجولـة (النفسية) الـلي جـواكي هـي الـلي بتخليكي في بعض الأوقـات والمواقـف شـجاعة وجدعـة ومسئولة ومش بتيأسي وعنـدك استعداد تحاربي وتتحـدي الكون كلـه علشان توصلي لهدفك.. والأنوثـة الـلـي جـواكي، هي اللي في مواقف ثانيـة بتطلـع منـك الحنان والحب والعطـف والقـرب والأمومة والرقـة والطيبـة والسماح..


 ده بفرض إن حضرتك (رجل طبيعي)، وحضرتك (أنثى طبيعيـة).. وساعتها بنسـمي دى (رجولـة حقيقيـة)، ونسـمي دي (أنوثـة حقيقيـة).. ويكون موجـود جـواك وجـواكي خليط متناسـب مـن الاثنين.. فتكون شجاع وفي نفس الوقت حنين، شهم وفي نفس الوقت خجول، تعـرف تشيل المسئولية وفي نفس الوقت متسامح.. متحـدي وفي نفس الوقت قريب وودود.. وهكذا..وإنتـي تكـوني طيبة وفي نفس الوقـت حـدودك واضحة، حنينـة بـس صارمة عند اللزوم.. رقيقة وفي نفس الوقت جدعة.. عطوفة وفي نفس الوقت مش بتسيبي حقـك.. وهكذا.. وهكذا.. وهكذا..


 وكل مـا تـكـون (كرجـل) قريـب مـن (الأنوثة الحقيقية) الـلـي جـواك.. كل مـا تكـون صفاتهـا جـزأ لا يتجزأ منـك، ومش صعـب عليـك في وقـت مـن الأوقات التعامـل بيها، وكل مـا تكـوني (كأنثى) قريبـة من (الرجولة الحقيقية) الـلـي جـواكي. . كل مـا تكـون خصائصها جزءا أصيـلا مـن مكوناتك الشخصية، وتستخدميها في أوقاتها المناسبة..


 كل اللي فات ده هـو الطبيعـي.. الـلي مـن المفترض يكون عندنا كلنـا.. بشكل تلقائي وفطـري وسليم من ساعة ما بنتولـد..


 لكن..

 وآ|||||آه على اللي بعد لكن.. ندخل على الوجع بقى..

 بس بعد ما تاخد نفسك شوية..مشهد 1:

 - طـفـل عنـده 5 سنوات.. حـد مـن أصحابـه ضربـه وهـو بيلعـب

 معاه..

 - الأب: إوعـى تعيـط، الرجالـة مـش بتعيـط.. البنـات بـس الـلي بتعيط! خليـك راجـل.. خليـك خشـن..

 - يتكرر هذا المشهد مرات كثيرة وفي سياقات مختلفة..

 - بعـد سـنة.. الطفـل ياخـد قـرار نفسي داخـلي إنه يدفـن ملامح أنوثته الحقيقيـة الـلـي جـواه علشان وصلـه مـن أبـوه إنهـا ضـعـف، وإن الضعف الإنسانى شيء غير مقبول.. وبما أن الأنوثة الحقيقية والرجولة الحقيقية مرتبطين (ومتعشقين) في بعـض بشكل فطـري، فهو كمان هايدفن رجولته الحقيقيـة ويستبدلها (برجولـة مزيفـة).. يعنـي يطلـع راجـل خشـن، قـاسي، بيستعرض عضلاتـه وقسوته وصوته العالي وافتراءه وعنجهيتـه عـلى خلـق اللـه، عـمال على بطـال..

0 التعليقات:

إرسال تعليق