الجمعة، 11 نوفمبر 2022

Three inside you


 باختصار شديد.. ومـن غـير أي مقدمات.. فيـه تـلات بني آدمين غير بعـض عايشين جـواك في اللحظـة الـلي بكلمـك فيها دلوقت.. يعني جسمك عامل زي مـا يكـون شقة مفروشة فيهـا تـلات أوض منفصلة.. كل أوضـة فيهـم عايش فيهـا بنـي آدم غير التاني. . وكل واحـد فيـهـم ليـه حياته وذكرياته وتصرفاته الخاصـة بيـه لوحـده.. وفي كل موقف في حياتـك، واحـد مـن الثلاثـة دول بيمسـك زمـام الأمـور.. ويكـون ليـه الغلبـة والسيطرة عـلى الاتنين التانيين.. وهكذا..


 اللي بيطلع منك وأنت في حفلة، أو فـرح، أو رحلـة مع أصحابك.. اسمه (الطفـل) بتاع حضرتـك.. سـاكـن جـواك مـن أيـام طفولتـك، وبيطلع ويشـم نفسـه وقـت اللعـب والـهـزار والفـرح والتنطيـط.. الطفل ده هو نسخة منك وأنت صغير، متخزنـة جـواك وبتمسك زمـام نفسك في الوقت المناسب.. وقتهـا الطفل ده بيلبسـك (زي العفريت كده).. يعنـي بتكـون طـفـل.. بتكون في حالة طفوليـة سائدة.. تسمع وتشـوف وتفهم وتستقبل وتتصرف زي مـا كنـت في طفولتك بالظبط.. تتحرك بمرونة وليونة وحرية، تفهم وتستوعب بالراحـة ومـن غير تشنج ولا تعصب.. تتصرف بتلقائية وعفوية.. تلعب وترقص وتسرح بخيالك وتبـدع بدون حدود..


 الشكل ده مـن الطفـل الداخـلي بتاعـك اسمه حالـة الأنـا الطفليـة Child Ego State.. أو (الطفـل الحـر).. علشـان هـو فـعـلا حـر.. زي ما خلقـه ربنـا عـلى فطرتـه.. قبـل مـا يتربى ويتشـوه ويتكيـف عـلى الـلـي أبـوه وأمـه عاوزينـه.. ساعتها هايكون ليـه اسـم تـاني.. وشكل تـاني.. اسمه (الطفـل المتكيـف) أو (الطفـل المذعـن).. وده برضـه موجـود جـواك.. بس دي النسخة الـلي حضرتك جيـت عنـد سـن معين وقررت تتنازل فيـه عـن تلقائيتـك وفطرتك وحريتك وصوتكالعالي وحقك في الاعتراض والاختيار والقبول والرفض.. وتتحول إلى طفـل لطيف ظريف بيسمع الكلام ويشرب اللبن ومـا يقولـش (لأ) علشان اللي حواليـه يسقفوله ويقبلوه ويحبوه ويهتمـوا بـيـه ويرضـوا عنـه.. الطفل ده صوتـه واطـي.. وقعدته منحنية.. وعينـه مكسورة.. وحضرتك بتلبسه برضـه لمـا الظروف اللي حواليـك تكون قاسية وصعبة وإنـت مـش عـارف تعمل معاهـا أي حاجـة غير إنـك ما تكونش نفسك..


 فيه شكل تالت للطفل الداخلي ده اسمه (الطفل المتمرد).. وده اللي دايما رافـض لأي قواعـد أو قوانين.. دايما في صراع أو منافسـة مع غيره.. عنيد وصعب الانقياد وسريع الصـد والـرد.


 ده الساكن الأول.. اللي اسمه (الطفـل الداخلي).. اللي ممكن يكون (طفـل حـر).. أو (طفـل متكيف/مذعـن) أو (طفـل متمرد).. والـلي بتتحـول حضرتـك لواحـد منهـم في مواقف معينـة.. وبالمناسبة.. كلمـة تتحول هنا معناهـا تتحول بجـد.. بالمعنى النفسي والحضـور العقلي والسلوك الجسدي..


 الساكن التاني.. اسمه (الوالد).. أو (حالـة الأنـا الوالدية) Parent Ego State زي ما (إريك بيرن) صاحب النظرية دي ما بيسميها.. وده بقى يا سيدي الأب (أو الأم).. اللي بيطلـع مـن جـواك وقـت مـا تكـون في موقف يستدعي الحنان والأبـوة (أو الأمومة) وسعة الأفـق.. موقـف محتـاج سـماح وعطـف وتفهـم وعطـاء.. حالـة مطلوب تكـون فيهـا كبير.. بيسمع ويسمح ويطبطب وينصح ویرشـد.. تحـس باللي قدامك وتراعيـه وتساعده وتقدر احتياجاته.. زي الأب مـا بيعمـل مـا ابنـه بالظبط.بس زي مـا الطـفـل الـلـي جـواك ليـه أكـثر مـن صـورة.. برضـه (الوالد) اللي جـواك ليـه أكـثر مـن صـورة.. الصورة الأولى اللي وصفناهـا دي اسمها (الوالد الراعي).. وده شكل طيب وحنـين مـن صـورة الأب (أو الأم) اللي اتكونـت عنـدك مـن صـغـرك، مـن خـلال تعاملك مع أبوك وأمـك ومدرسـك وكل من كان يمثـل (والد) بالنسبة لك.. فيـه بقـى صـورة ثانية للوالـد ده ممكن برضـه تـكـون اتكونـت عنـدك مـن خـلال والديك أو مـن يمثلهـم اسمها (الوالـد الناقـد)، وده لما بيطلـع مـن جـواك بيكون شخص قاسي وغاضـب ومـش بيعجبـه العجـب.. حـد مـش بيبطـل نـقـد ولا لـوم ولا أوامر ولا تعليمات.. صـارم وقاطع ومتسلط ومش بيرضي أبدا.. الحالة دي بتلبسك في المواقف اللي بتستفزك وتثير غضبك وتخرجـك بـره إطار التفهـم والحكمـة.. لأنـك سـاعتها مش بتسمع ولا بتفهم ولا بتـدي فرص.. أنـت بتكون ثور هائج صـلـب الـرأي مـا ينفعـش مـعـاه أخـد ولا عطـا.. ربنا يحفظنـا..


عاوز أؤكد إن كل شخصية أو حالـة مـن دول ليهـا مـا يميزهـا مـن طريقة في الكلام.. نبرة في الصـوت.. طريقـة في الحركـة والمـشي والجلوس.. شـوية كلمات معينـة خاصـة بيهـا.. تعبيرات وش مختلفـة.. طريقة في استقبال الأحـداث والتعامل معاهـا.. وحتـى خاص في المخ.. وكأنهـا فـعـلا شـخص منفصـل بذاتـه.. بناء عصبي


يعني لما تكون في حالة (الطفل الحر).. بتتحرك ببساطة، بتستقبل بدون نقـد ولا حكـم، بتفكر بمرونة مـن غير كلاكيـع ولا تعقيدات، كلامك بيكون فيـه كتير من العفوية والفكاهة والبهجة والمرح.. بتعبر عن نفسـك وعـن مشـاعرك بتلقائيـة ومـن غير تكليف.. ولما بتكون في حالـة (الطفل المتكيف المذعـن)، بتكـون هـادي جـدا.. منسحب.. بتسمع الكلام بدون مناقشـة.. بتخـاف تقـول (لا)..تستحمل الإساءة والإهانة من غير رد.. قعدتك منحنية، صوتك واطـي، معندكش أي استعداد للاعتراض أو الاختلاف أو النقـد أو الإبـداع.. كلماتـك بتكـون مـن قبـيـل (هـو ليـه بيحصـل معايـا كده؟).. (أنـا حـظـي دايمـا وحـش؟).. (أنـا نـفـسي في كذا- بكسر النـون).. ولمـا بتكون في حالـة (الطفل المتمرد) بتعترض وتتمـرد على أي شيء وكل شيء..


ولـو لبستك حالـة (الوالـد الراعـي).. بتطبطـب كـتـير عـلى الـلي حواليـك، وبتستخدم كلمات زي (عاوز أساعدك).. (علشـان مصلحتـك).. (أنا أدرى منـك).. وهكذا.. ولو كنت في حالة (الوالـد الناقـد).. كلامـك بيكون مليـان (لازم) و(المفروض) و(هـو كـده).. وبتشهر صبـاع (السبابة) كتير في وجـه غـيرك كتعبير عـن اللـوازم والمفروضـات والقواعـد والغضـب والصرامـة الـلي بتكـون فيهـا..


فيـه بـقـي حالـة تالتة وأخيرة، ساكنة جـواك زي إخواتها، وبتطلع منـك في مواقـف مختلفـة شـوية.. الحالـة دي اسمها (البالغ) أو (حالـة الأنـا الراشـدة) Adult Ego State.. ودي بتطلـع منـك في المواقـف الـلي تستدعي تحكيـم العقـل ووزن الأمور والتعامل مع الحقائق والواقع بأقـل قـدر مـن المشاعر.. في الحالة دي إنت بتقدر تظبط انفعالاتك وردود أفعالـك مـن غـير تلقائيـة الطفـل، ومـن غير حنيـة أو قسوة الوالـد.. إنت هنـا كمبيوتر.. مـا تعـرفـش غير المنطـق والحسابات والتجـرد مـن العواطف علشان توصـل لـرأي أو تاخـد قـرار.. بتكون محايد.. صريح.. حكيـم.. هـادي.. متـزن.. بتسأل أسئلة مباشرة (ليـه؟ إزاي؟ إمتى؟) علشان تفهـم وتعـرف وتستوعب.. وبتتكلـم كلام واضـح مـن قبيـل (ده رأيي).. (أعتقـد كذا).. (مـن وجهـة نظـري) علشان تتواصـل مـع الـلي قدامـك..طبعا الكلمات دي وغيرها ممكن تطلـع مـن أي حـد مـن الحـالات الثلاثـة.. بس الطريقـة الـلي بتتقال بيهـا والمعنى المقصود منهـا وتعبيرات الجسـم والـوش الـلي بتصاحبهـا، بتختلـف مـن حالـة للتانيـة..


 يبقـى موجـود جـوه حضرتـك دلوقـت تـلات حـالات بنسميهم (حالات الأنـا Ego States.. تـلات بني آدمين منفصلين عايشين جـواك.. كل واحـد ليـه تاريخـه وصفاته وسلوكه.. وكل واحد فيهـم بيلبسك في موقف معين.. وساعات ده بيكون بينك وبين نفسك في شـكـل صـوت داخـلي .. فكـرة ملحـة.. رغبة مجنونة.. إحسـاس بالذنب.. أو عنـد بـعـض المرضى وساوس أو هلاوس أو ضلالات..


 بالمناسبة التلات حالات دول موجودين جوانا من وإحنا صغيرين..


 يعنـي كـلنـا بنـشـوف البنت الصغيرة اللي بتتعامـل بـكل أمومـة (حالة الوالد الراعي) مع العروسة بتاعتهـا (وساعات مع أمها وأبوهـا).. وكلنـا بنـشـوف الطفـل الـلـي عنـده خمس أو ست سنين وهـو بيعنـف أخـوه أو أخته الصغيرة ويرفع صباعه (حالة الوالـد الناقـد) وهـو بيكلمها ويقولها المفروض تعمـلي كذا أو لازم تقـولي كذا.. أو لمـا سـاعات يلبـس نـضـارة أبـوه ويبدأ يتفلسـف (حالـة الراشـد) ويسأل أسئلة منطقية ويقـول كلام أكبر مـن سـنه مليان وقائع وحقائق وكأنـه حكيـم زمـانـه..مهـم نـعـرف إنهـم مـش بـس تـلات حـالات أو تلات أشخاص.. لأ.. هـما في الحقيقة أكـثر مـن كـده بكتير.. بس دي العناوين الرئيسية


 والحالات المهمة..


 وهنا السؤال: هو أنا مين فيهم؟                                                                                                                                                                                                                                                                                                       دمتم طيبين والسلام.

0 التعليقات:

إرسال تعليق